صحة ورشاقة
كل ما تريد معرفته عن حكم الجماع في نهار رمضان وكفارته
العلاقة الحميمية بين الزوجين في شهر رمضان؛ من العلاقات التي وضع الله لها حدودًا وضوابط، وذلك لضمان صحة صوم الرجل والمرأة وحتى لا يقعا فيما يخالف الشريعة، ويبطل صيامهم. يعرض لكَ “الرجل” خلال هذا المقال حكم الجماع في نهار رمضان وكفارته.
حكم الجماع في نهار رمضان
1) حكم الجماع في رمضان قبل الفجر:
الحكم الشرعي للجماع في رمضان قبل الفجر؛ أنه مُباح شرعًا، والدليل على ذلك قوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
2) حكم الجماع في نهار رمضان:
أما الحال الثاني وهو الجماع في نهار رمضان؛ فهذا إثم كبير بل تعدٍ على حدود الله، ومن ثم يبطل صيام الزوجين لأن الجماع في نهار رمضان من أعظم مفسدات الصيام.
ويترتب على حكم الجماع في رمضان وقوع الزوجين في الخطأ ومعصية الله، وإفساد صيام هذا اليوم، ووجوب كفارة عليهما، وقضاء هذا اليوم، حتى لا يُعيدا فعلتهما مرة أخرى.
3) حكم الجماع دون إيلاج في نهار رمضان:
أما عن حكم الجماع دون ايلاج في نهار رمضان؛ فإنه يُبطل الصيام إذا كان السائل عبارة عن مني، وعلى الرجل الإمساك باقي اليوم من دون تناول الطعام أو الشراب، بل ويلزمه قضاء اليوم بعد ذلك، ولا يوجب عليه الكفارة.
أمّا إذا كان مذيًا؛ وهو الماء اللزج الذي يخرج عند الشهوة؛ فصيامه صحيح ولم يفسد ومن ثم لا تقع عليه كفارة أو قضاء هذا اليوم، ولكن من باب أولى أن يحتاط المسلم ويبعد عن الشهوات، وهو من حكم الجماع في رمضان؛ وذلك حتى يحذر المسلم من الوقوع في الخطأ أأالنسيان.
حكم الإفطار في رمضان عمدًا بالجماع
يحرم على الصائم أن يجامع زوجته في نهار رمضان، ومن ثم فإن حكم الإفطار في رمضان بالجماع وجوب قضاء هذا اليوم وكفارة؛ والدليل على هذا عن أبي هُريرة رَضِيَ اللهُ عنه (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء إليه رجلٌ فقال: هلكْتُ يا رسولَ الله.
قال: وما أهلَكَك؟ قال: وقعْتُ على امرأتي في رمضانَ، فقال: هل تجِدُ ما تُعتِقُ؟ قال: لا. قال: هل تستطيعُ أن تصومَ شَهرينِ مُتَتابعينِ؟ قال: لا.
قال: فهل تجِدُ إطعامَ سِتِّينَ مِسكينًا؟ قال: لا. قال: فمكث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيها تَمرٌ- والعَرَقُ: الْمِكتَلُ- قال: أين السَّائِلُ؟ فقال: أنا. قال: خذْ هذا فتصَدَّقْ به.
فقال الرجُلُ: على أفقَرَ مني يا رسولَ اللهِ؟ فواللهِ ما بين لابَتَيْها- يريدُ الحَرَّتَينِ- أهلُ بَيتٍ أفقَرُ مِن أهل بيتي. فضَحِكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ أنيابُه، ثم قال: أطعِمْه أهلَك).
أما عن كفارة حكم الجماع في رمضان وفقًا للعلماء فهي مرتبة؛ أي البدء بعتق رقبة فإذا لم يجد، فصيام شهرين متتالين فإذا لم يستطيع، فإطعام ستين مسكين.
بالإضافة إلى ذلك التوبة والاستغفار والعزم على عدم العودة لهذا الفعل مرة أخرى.